-
بى دى اف
-
نص
-
يَقُولُ الكَاتِبُ: كَانَ أَبُو الأُسْوَدِ الدُؤَلِيُّ قَدْ أَسَنَّ، وَكَانَ مَعَ ذَلِكَ أَكْثَرَ النَّاسِ رُكُوبًا إِلَى المَسْجِدِ، وَأَحَبَّهُمْ إِلَى زِيَارَةِ الأَصْدِقَاءِ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا الأَسْوَدِ، أَرَاكَ تُكْثِرُ الرُّكُوبَ، وَقَدْ ضَعُفْتَ عَنِ الحَرَكَةِ وَكَبِرْتَ، وَلَوْ لَزِمْتَ مَنْزِلَكَ لَكَانَ أَنْسَبَ لَكَ، وَأَلْيَقَ بِكَ، فَقَالَ أَبُو الأَسْوَدِ: صَدَقْتَ، وَلَكِنَّ الرُّكُوبَ أَنْفَعُ لِأَعْضَائِي، وَأَشَدُّ إِنْعَاشًا لِنَفْسِي، بِالزِّيَارَةِ أَسْمَعُ مِنْ أَخْبَارِ النَّاسِ مَا لَمْ أَسْمَعْهُ فِي بَيْتِي، وَأَلْقَى إِخْوَانِي، وَلَوْ جَلَسْتُ فِي بَيْتِي لَكَانَ أَهْلِي أَكْثَرَ سَآمَةً، وَالخَدَمُ أَشَدَّ جُرْأَةً عَلَيَّ.
-