يَقُولُ الكَاتِبُ: الخُلُقُ شُعُورُ المَرْءِ بِأَنَّهُ مَسْؤُولٌ أَمَامَ ضَمِيرِهِ عَمَّا يَجِبُ أَنْ يَفْعَلَ، وَمِنَ النَّاسِ مَنْ لَا يُمَيِّزُ بَيْنَ الخُلُقِ وَالتَّخَلُّقِ، وَلِلْخُلُقِ خِصَالُهُ التِي يِتَمَيَّزُ بِهَا، وَأَكْثَرُ الَّذِينَ نُسَمِّيهِمْ فُضَلَاءً مُتَخَلِّقُونَ بِالفَضِيلَةِ لَا فَاضِلُونَ، لِأَنَّهُمْ يَلْبِسُونَ ثَوْبَهَا صَانِعَةً لِلنَّاسِ.
إِنَّمَا الخُلُقُ مَلَكَةٌ تَصْدُرُ عَنْهَا آثَارُهَا عَفْوًا، بِلَا تَكَلُّفٍ وَلَا تَصَنُّعٍ صُدُورَ الأَرِيجِ عَنِ الزُّهُورِ، وَلَيْسَتِ الأَخْلَاقُ مَحْفُوظَاتٍ تُحْشَى بِهَا الأَذْهَانُ، وَإِنَّمَا هِيَ صَرْخَةُ الضَّمِيرِ فِي وَجْهِ الرَّذِيلَةِ، فَتَعْلِيمُ النَّاسَ مَكَارِمَ الأَخْلَاقِ يَكُونُ بِإِيقَاظِ ضَمَائِرِهِمْ، وَتَرْغِيبِهِمْ فِي الفَضِيلَةِ، وَتَنْفِيرِهِمْ مِنَ الرَّذِيلَةِ
-
بى دى اف
-
نص
-