-
بى دى اف
-
نص
-
اليَهُودِيَّةُ:
حَكَمَ مِصْرَ يُوسُفُ عَلَيْهِ السَّلَامُ حَيْثُ كَانَ نَبِيًّا وَأَمِينًا عَلَى خَزَائِنِ أَرْضِ مِصْرَ، وَنَشَرَ الخَيْرَ وَالعَدْلَ وَالرَّحْمَةَ بَيْنَ النَّاسِ، وَنَعِمَ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي عَهْدِهِ أَشَدَّ النَّعِيمِ، وَلَكِنْ بَعْدَ مَوْتِهِ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- حَكَمَ مِصْرَ حُكَّامٌ ظَالِمُونَ؛ عَذَّبُوا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ وَذَبَحُوا أَطْفَالَهُمْ، وَخَاصَّةً فِي عَصْرِ الطَّاغِيَةِ فِرْعَوْنَ؛ الَّذِي تَفَنَّنَ فِي تَعْذِيبِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، حَيْثُ وَرَدَتْ فِرْعَوْنَ نُبُوءَةٌ مُفَادُهَا أَنَّ زَوَالَ مُلْكِهِ سَيَكُونُ بِقُدُومِ وَلَدٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَقَدْ صَدَّقَ هَذَا الرَّأْيَ كَهَنَةُ فِرْعَوْنَ؛ مِمَّا أَثَارَ خَوْفَ فِرْعَوْنَ عَلَى مُلْكِهِ الَّذِي سَيَزُولُ بِقُدُومِ هَذَا الوَلَدِ، فَقَرَّرَ فِرْعَوْنُ قَتْلَ كُلِّ المَوَالِيدِ مِنَ الذُّكُورِ وَاسْتِحْيَاءَ كُلِّ الإِنَاثِ؛ لِيَضْمَنَ قَتْلَ هَذَا الغُلَامِ قَبْلَ كِبَرِهِ، وَلَكِنَّ اللهَ شَاءَ أَنْ يُنْقِذَ نَبِيَّهُ مُوسَى -عَلَيْهِ السَّلَامُ-،
فَعِنْدَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ أَوْحَى اللهُ إِلَيْهَا أَنْ تُلْقِيَهِ فِي اليَمِّ، فَمَا كَانَ إِلَّا أَنِ التَقَطَتْهُ زَوْجَةُ فِرْعَوْنَ وَأَحَبَّتْهُ فَنَشَّأَ نَبِيُّ اللهِ مُوسَى فِي أَحْضَانِ أَعْدَى أَعْدَائِهِ.
عُذِّبَ بَنُو إِسْرَائِيلَ قَبْلَ بَعْثَةِ مُوسَى نَبِيًّا عَذَابًا مَهِينًا، فَكَانَ فِرْعَوْنُ يَسْتَعْبِدُهُمْ فَيَقْتُلُ الرِّجَالَ وَيَسْتَحْيِي النِّسَاءَ، وَيُرِيهِمْ أَصْنَافَ العَذَابِ، وَبَعْدَ بَعْثَةِ مُوسَى تَغَيَّرَ الحَالُ، فَقَدْ أَوْرَثَ اللهُ الأَرْضَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ، حَيْثُ أَفْنَى فِرْعَوْنَ وَجُنُودَهُ غَرَقًا فِي اليَمِّ، وَذَهَبَ مُوسَى لِمُلَاقَاةِ رَبِّهِ، فَكَانَ يُنَاجِي رَبَّهُ عَلَى جَبَلِ الطُّورِ بِسَيْنَاءَ، فَنَاجَى رَبَّهُ أَرْبَعِينَ يَوْمًا أُعْطِيَ فِيهَا التَّوْرَاةُ، قَالَ تَعَالَى: (إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ) [المَائِدَة: 44]، فِيهَا هُدًى وَنُورٌ وَتَفْصِيلُ كُلِّ شَيْءٍ، وَكَانَتْ عِبَارَةً عَنْ أَلوَاحٍ مُتَعَدِّدَةٍ، كَمَا تَضَمَّنَتِ الوَصَايَا العَشْرَ الَّتِي شَكَّلَتِ الشَّرِيعَةَ اليَهُودِيَّةَ، وَهِيَ:
الوَصَايَا العَشْرُ:
1. لَا يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي.
2. لَا تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالًا مَنْحُوتًا وَلَا صُورَةً.
3. لَا تَنْطِقْ بِاسْمِ الرَّبِّ إِلَهِكَ بَاطِلًا.
4. اذْكُرْ يَوْمَ السَّبْتِ لِتُقَدِّسَهُ.
5. أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ لِكَيْ تَطُولَ أَيَّامُكَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلَهُكَ.
6. لَا تَقْتُلْ.
7. لَا تَزْنِ.
8. لَا تَسْرِقْ.
9. لَا تَشْهَدْ عَلَى قَرِيبِكَ شَهَادَةَ زُورٍ.
10. لَا تَشْتَهِ بَيْتَ قَرِيبِكَ، وَلا تَشْتَهِ امْرَأَةَ قَرِيبِكَ، وَلَا عَبْدَهُ، وَلَا أَمَتَهُ، وَلَا ثَوْرَهُ، وَلَا حِمَارَهُ، وَلَا شَيْئًا مِمَّا لِقَرِيبِكَ. (سِفْرُ الخُرُوجِ 17: 20)
هَذِهِ الخُطُوطُ العَرِيضَةُ لِلشَّرِيعَةِ اليَهُودِيَّةِ الحَقَّةِ تَدْعُو لِلتَّوْحِيدِ، وَبِرِّ الوَالِدَيْنِ، وَالنَّهْيِ عَنِ الكَذِبِ، وَالقَتْلِ، وَالزِّنَا، وَالسَّرِقَةِ، وَشَهَادَةِ الزُّورِ، وَالحَسَدِ.
الصَّلَاةُ فِي اليَهُودِيَّةِ: يُصَلِّي اليَهُودُ ثَلَاثَ صَلَوَاتٍ فِي اليَوْمِ: وَهِيَ صَلَاةُ الصُّبْحِ، وَصَلَاةُ العَصْرِ، وَصَلَاةُ المَسَاءِ.
الأَنْبِيَاءُ فِي عَقِيدَةِ اليَهُودِ: لَا يَعْتَرِفُ اليَهُودُ إِلَّا بِالأَنْبِيَاءِ مِنْ جِنْسِهِمْ، وَيَعْتَقِدُونَ أَنَّ اللَّهَ خَصَّهُمْ بِالنُّبُوَّةِ.
المَسِيحِيَّةُ:
مَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ العَذْرَاءُ البَتُولُ المُتَعَبِّدَةُ النَّاسِكَةُ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ وَنَبِيِّهِ المَسِيحِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، وُلِدَ مِنْ غَيْرِ أَبٍ كَمَا خُلِقَ آدَمُ مِنْ دُونِ أَبٍ أَوْ أُمٍّ، وَكَانَ مُعْجِزَةً فِي حَمْلِ أُمِّهِ لَهُ دُونَ رَجُلٍ، وَفِي كَلَامِهِ لِلنَّاسِ مَهْدًا، حَيْثُ اتُّهِمَتْ -وَهِيَ الطَّاهِرَةُ البَتُولُ- بِالفُحْشِ مِنَ الفِعْلِ، فَقَالَتْ: (إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ اليَوْمَ إِنْسِيًّا) [مَرْيَمَ: 26]، وَلَمْ تَفْعَلْ إِلَّا أَنْ أَشَارَتْ إِلَيْهِ، فَتَعْجَبَ النَّاسُ مِنْ ذَلِكَ وَقَالُوا: (كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي المَهْدِ صَبِيًّا)؟! [مَرْيَمَ: 29]، فَأَنْطَقَ اللَّهُ لِسَانَ الرَّضِيعِ بِكَلِمَاتٍ حَدَّدَتْ شَخْصِيَّتَهُ حَيْثُ قَالَ: (إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَمَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا)[مَرْيَمَ: 30-32]. بِالإِضَافَةِ لِمُعْجِزَاتٍ أُخْرَى أَجْرَاهَا اللَّهُ عَلَى يَدِ نَبِيِّهِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، مِثْلِ إِبْرَاءِ الأَكْمَهِ وَالأَبْرَصِ، وَإِحْيَاءِ المَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ، إِضَافَةً إِلَى أَنَّ عِيسَى كَانَ يُنْبِئُ النَّاسَ بِمَا يَأْكُلُونَ وَمَا يَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِهِمْ، فَعَاشَ المَسِيحُ يَدْعُو إِلَى المَحَبَّةِ وَالخَيْرِ وَالتَّسَامُحِ وَعِبَادَةِ اللَّهِ الوَاحِدِ الأَحَدِ، وَآمَنَ بِهِ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنْ ضَاقَ اليَهُودُ بِهِ وَبِدِينِهِ فَقَرَّرُوا صَلْبَهُ، وَلَكِنَّ اللَّهَ رَفَعَهُ إِلَيْهِ.
كَتَبَ تَعَالِيمَ المَسِيحِ عَدَدٌ مِنَ الحَوَارِيِّينَ أَتْبَاعِ عِيسَى -عَلَيْهِ السَّلَامُ-، وَكَانَ هَذَا هُوَ الإِنْجِيلَ.
الإِسْلَامُ:
يُؤْمِنُ المُسْلِمُونَ أَنَّ الإِسْلَامَ آخِرَ الرِّسَالَاتِ المُنَزَّلَةِ مِنَ السَّمَاءِ، وَأَنَّهُ نَزَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي مُنَاسَبَاتٍ عَدِيدَةٍ مِنْ بِعْثَتِهِ وَحَتَّى وَفَاتِهِ عَلَيْهِ أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ. كَمَا يُوقِنُونَ أَنَّهُ نَاسِخٌ لِكُلِّ الرِّسَالَاتِ السَّابِقَةِ؛ فَالدِّينُ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلَامُ، وَالإِسْلَامُ قَائِمٌ عَلَى الإِيمَانِ بِاللَّهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَاليَوْمِ الآخِرِ، وَالقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ.
الأَنْبِيَاءُ فِي الإِسْلَامِ: هُمْ رِجَالٌ مِنْ بَنِي البَشَرِ، اصْطَفَاهُمُ اللهُ وَخَصَّهُمْ بِرِسَالَاتِهِ وَبِكَلَامِهِ.
المَلَائِكَةُ فِي الإِسْلَامِ: مَخْلُوقَاتٌ خَلَقَهَا اللَّهُ مِنْ نُورٍ؛ لِطَاعَةِ اللَّهِ وَتَسْبِيحِهِ، وَهُمْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ، وَكُلٌّ مِنْهُمْ مُوَكَّلٌ بِوَظِيفَةٍ أَمَرَهُ اللَّهُ بِهَا.
القُرْآنُ: هُوَ كِتَابُ الإِسْلَامِ، وَيَشْتَمِلُ عَلَى 114 سُورَةً، مِنْهَا مَا نَزَلَ فِي مَكَّةَ وَيُسَمَّى بِالسُّوَرِ المَكِّيَّةِ، وَتَهْتَمُّ هَذِهِ السُّوَرُ بِالتَّرْكِيزِ عَلَى العَقِيدَةِ وَالتَّوْحِيدِ، وَالرُّوحَانِيَّاتِ، وَالأَخْلَاقِيَّاتِ، وَمِنْهَا مَا نَزَلَ بِالمَدِينَةِ وَيُسَمَّى بِالسُّوَرِ المَدَنِيَّةِ، وَهِيَ الَّتِي نَزَلَتْ بَعْدَ الهِجْرَةِ، وَتَهْتَمُّ هَذِهِ السُّوَرُ بِالأَحْكَامِ، وَالتَّشْرِيعِ، وَالمُعَامَلَاتِ، وَمُنَاقَشَةِ القَضَايَا الِاجْتِمَاعِيَّةِ وَالِاقْتِصَادِيَّةِ، كَمَا يُؤْمِنُ المُسْلِمُونَ بِأَنَّ الإِنْجِيلَ وَالتَّوْرَاةَ كِتَابَيْنِ سَمَاوِيَّيْنِ، لَكِنْ طَالَتْهُمْ يَدُ التَّحْرِيفِ، بِالإِضَافَةِ إِلَى نَسْخِ القُرْآنِ لِأَحْكَامِهِمَا.
اليَوْمُ الآخِرُ فِي الإِسْلَامِ: وَيُسَمَّى بِيَوْمِ القِيَامَةِ، وَعِنْدَهُ تَنْتَهِي الحَيَاةُ الدُّنْيَا، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ الخَلْقَ جَمِيعَهُمْ لِمُحَاسَبَتِهِمْ عَلَى أَعْمَالِهِمْ، وَكُلُّ إِنْسَانٍ مَرْهُونٌ بِعَمَلِهِ، وَلَا فَرْقَ بَيْنَ عَرَبِيٍّ وَأَجْنَبِيٍّ إِلَّا بِالتَّقْوَى، فَمَنْ كَانَتْ أَعْمَالُهُ خَيِّرَةً فِي الدُّنْيَا، وَشَهِدَ بِتَوْحِيدِ اللَّهِ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَفَعَلَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ، وانْتَهَى عَمَّا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ؛ دَخَلَ الجَنَّةَ وَهِيَ دَارُ النَّعِيمِ، وَمَنْ كَانَتْ أَعْمَالُهُ سَيِّئَةً، وَلَمْ يَشْهَدْ بِالتَّوْحِيدِ؛ دَخَلَ النَّارَ وَهِيَ دَارُ الجَحِيمِ.
أَرْكَانُ الإِسْلَامِ:
وَلِلْإِسْلَامِ أَرْكَانٌ وَدَعَائِمُ خَمْسَةٌ، هِيَ:
1. شَهَادَةُ التَّوْحِيدِ: وَهِيَ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
2. إِقَامَةُ الصَّلَاةِ: وَهِيَ خَمْسُ صَلَوَاتٍ كَتَبَهُنَّ اللَّهُ عَلَى العِبَادِ فِي اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ.
3. إِيتَاءُ الزَّكَاةِ: وَهِيَ جُزْءٌ مِنَ المَالِ المُدَّخَرِ مَرَّ عَلِيهِ عَامٌ وَقَدْ بَلَغَ قَدْرًا مُعَيَّنًا، فَيُدْفَعُ هَذَا الجُزْءُ لِلْفُقَرَاءِ وَالمَسَاكِينِ وَالمُحْتَاجِينَ.
4. صَوْمُ رَمَضَانَ: وَهُوَ الإِمْسَاكُ عَنِ الطَّعَامِ، وَالشَّرَابِ، وَالجِمَاعِ، وَقَوْلِ الزُّورِ وَالعَمَلِ بِهِ، مِنَ الفَجْرِ حَتَّى المَغْرِبِ فِي رَمَضَانَ.
5. حَجُّ البَيْتِ: وَهُوَ قَصْدُ بَيْتِ اللهِ الحَرَامِ وَالطَّوَافُ حَوْلَهُ، وَالسَّعْيُ بَيْنَ الصَّفَا وَالمَرْوَةِ، وَالوُقُوفُ عَلَى جَبَلِ عَرَفَةَ. وَالحَجُّ فَرِيضَةٌ وَاجِبَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ مُقْتَدِرٍ مَرَّةً وَاحِدَةً فِي العُمْرِ.
-