كَثِيرٌ مِنَ الآبَاءِ يَجْهَلُونَ صُعُوبَةَ تِلْكَ المَرْحَلَةِ وَيُعَامِلُونَ أَوْلَادَهُمْ كَأَنَّهُمْ أَطْفَالٌ فِي الوَقْتِ الذِي يَتَحَتَّمُ عَلَي الآبَاءِ مُعَامَلَةُ أَوْلَادِهِمْ كَأَنَّهُمْ أَصْدِقَاءٌ لَهُمْ يَتَحَاوَرُونَ مَعَهُمْ وَيُشَارِكُونَهُمْ الرَّأْيَ فِي كُلِّ أُمُورِهِمْ فَالشَّابُّ إِنْ لَمْ يَشْعُرْ بِأَهَمِّيَتِهِ فِي أُسْرَتِهِ وَبَيْنَ أَهْلِهِ فَسَيَنْفُرُ إِلَى الشَّارِعِ لِيَخْتَلِطَ بِأَصْدِقَاءِ السُّوءِ فَيَنْحَرِفُونَ، وَإِنْ صَاحَبَ الأَبُ ابْنَهُ وَعَامَلَهُ كَشَخْصٍ وَاعٍ وَنَاضِجٍ قَابَلَهُ ابْنُهُ بِمُعَامَلَةٍ لَائِقَةٍ وَكَانَ سَنَدًا لِأَبِيهِ يَنُوبُ عَنْهُ فِي الأُسْرَةِ وَقْتَمَا غَابَ، وَفِي هَذَا اطْمِئْنَانٌ لِلْأُسْرَةِ كَامِلَةٍ.