• بى دى اف
  • نص

    • الصِّرَاعَاتُ وَالْحُرُوبُ وَكُلُّ مَا يُنَافِي السَّلَامَ سَبَبُهُ فِي الْأَصْلِ سُوءُ الْفَهْمِ، وَيَرْجِعُ ذَلِكَ لِتَجَاهُلِ الْمَعْنَى الحَقِيقِيِّ لِلْإِنْسَانِيَّةِ؛ فَالنَّاسُ يُعَامِلُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا كَأَنَّهُمْ جَمَادٌ؛ لِذَلِكَ يُعَدُّ تَأْصِيلُ الْمَفَاهِيمِ الْإِنْسَانِيَّةِ أَوْ تَأْصِيلُ الْمَبَادِئِ وَالْقِيَمِ الْمُشْتَرِكَةِ بَيْنَ جَمِيعِ الدِّيَانَاتِ مِنْ شَأْنِهِ نَشْرُ السَّلَامِ وَإِعْلَاءُ كَلِمَتِهِ فَوْقَ الْحَرْبِ وَمُوقِدِيهَا، فَمَفَاهِيمُ مِثْلُ إِقَامَةِ الْعَدَالَةِ، وَالتَّسَامُحِ، وَالْمُسَاوَاةِ، وَرَفْضِ الظُّلْمِ وَالْعُنْفِ وَالتَّعَدِّي عَلَى الْإِنْسَانِيَّةِ، كُلُّ هَذَا ثَابِتٌ فِي عَقِيدَةِ كُلِّ إِنْسَانٍ أَيًّا كَانَ دِينُهُ.

      لِهَذَا أَصْبَحَ مِنَ الضَّرُورِيِّ إِرْسَاءُ قَانُونٍ جَدِيدٍ لِلتَّوَاصُلِ بَيْنَ النَّاسِ، يُشْتَرَطُ فِيهِ احْتِرَامُ الْإِنْسَانِ وَعَدَمُ التَّعَدِّي عَلَى إِنْسَانِيَّتِهِ، أَيًّا كَانَ جِنْسُهُ وَلَوْنُهُ، وَيَجِبُ التَّنْبِيهُ إِلَى أَنَّ هُنَاكَ عَدَدًا مِنَ الْمَبَادِئِ يَجِبُ أَنْ يَتَحَلَّى بِهَا الْمُتَحَاوِرَانِ، مِثْلِ: التَّوَاضُعِ، وَالْإِيمَانِ بِقُوَّةِ السِّلْمِ، وَالرَّأْفَةِ، وَالرِّضَا، وَغَيْرِهَا مِنَ الْمَبَادِئِ الَّتِي تُمَهِّدُ لِشُرُوقِ شَمْسِ السَّلَامِ عَلَى الْإِنْسَانِيَّةِ كُلِّهَا.

  • صوت
الدرس السابق