• بى دى اف
  • نص

    • احْتَفَظَتِ اللُّغَةُ العَرَبِيَّةُ بِسمَاتٍ عَدِيدَةٍ وَرِثَتْهَا مِنَ اللُّغَةِ السَّامِيَّةِ الأُمِّ )وَهِيَ اللُّغَةُ الَّتِي

      انْبَثَقَتْ مِنْهَا اللُّغَةُ العَرَبِيَّةُ( كَاحْتِفَاظِهَا بنِظَامِ الإِعْرَابِ وَالعَدِيدِ مِنَ الصِّيَغِ لِجُمُوعِ

      التَّكْسِيرِ، وتَمَيَّزَتِ اللُّغَةُ العَرَبِيَّةُ بِخَصَائِصَ انْفَرَدَتْ بِهَا، مِثْلِ:

      1. ارْتِبَاطِهَا بِالقُرْآنِ الكَرِيمِ، فَأَصْبَحَتْ لُغَةَ الوَحْيِ وَلَيْس فَقَط لُغَةَ النَّاطِقِينَ، وَكُلُّ مَنِ

      اعْتَنَقَ الدِّينَ الإِسْلامِيَّ يَقْرَأُ الوَحْيَ باللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ الفَصِيحَةِ.

      2 . ظَاهِرَةِ التَّرَادُفِ وَمَا نَتَجَ عَنْهَا مِنْ ثَرَاءِ اللُّغَةِ، حَيْثُ امْتَازَتِ اللُّغَةُ العَرَبِيَّةُ بِأَنَّهَا كَثِيَرةُ

      الُمتَرَادِفَاتِ.

      3. الاشْتَقَاقِ: عُرِفَتِ العَرَبيَّةُ بَأَنَّهَا لُغَةٌ اشْتِقَاقِيَّةٌ، مِمَّا سَاعَدَهَا عَلَى اسْتِيعَابِ كَثِيرٍ مِنَ

      المُسْتَحْدَثَاتِ وَالمَعَانِي الجَدِيدَةِ.

      4.  انْفَرَادِ اللُّغَةِ بِعَدَدٍ مِنَ الصِّيَغِ وَالدِّلَلَتِ كَالتَّصْغِيرِ، وَصِيغَةِ المُطَاوَعَةِ.

      5. قِرَاءَةِ اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ كَكِتَابَاتِهَا، فَالدَّارِسُ لِلحُرُوفِ العَرَبِيَّةِ بِإِمْكَانِهِ كِتَابَةَ كَلِمَاتٍ

      وَجُمَلٍ بِبَسَاطَةٍ خِلَفًا لِبَاقِي اللُّغَاتِ.

      6. احْتِفَاظِ اللُّغَةِ بِعَلَمَاتِ الإِعْرَابِ وبِمُعْظَمِ الصِّيَغِ الاشْتِقَاقِيَّةِ لِلسَّامِيَّةِ، مِثْلِ:

      اسْمِ الفَاعِلِ، وَاسْمِ المَفْعُولِ، وَتَصْرِيفِ الضَّمَائِرِ مَعَ الأَسْمَاءِ وَالأَفْعَالِ: بَيْتِي،

      بَيْتُكَ، بَيْتُهُ، رَأَيْتُهُ، رَآنِي. وَاحْتَفَظَتِ العَرَبِيَّةُ بِمُعْظَمِ الصِّيَغِ الأَصْلِيَّةِ لِلضَمَائِرِ

      وَأَسْمَاءِ الإِشَارَةِ وَالأَسْمَاءِ المَوْصُولَةِ.

      وَبِمَا أَنَّ مُعْجَمَ العَرَبِيَّةِ الفُصْحَى يُعْتَبَرُ ثَرْوَةً لَفْظِيَّةً ضَخْمَةً لَا يُعَادِلُهَا أَيُّ مُعْجَمٍ

      سَامِيٍّ آخَرَ، فَقَدْ أَصْبَحَ عَوْنًا لِعُلَمَاءِ السَّامِيَّاتِ فِي إِجْرَاءِ المُقَارَنَاتِ اللُّغَوِيَّةِ، أَوْ

      قِرَاءَةِ النُّصُوصِ السَّامِيَّةِ القَدِيمَةِ: كنُصُوصِ التَّوْرَاةِ العِبْرِيَّةِ.

      والإِقْبَالُ عَلَى دِرَاسَةِ اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ مِنْ غَيْرِ العَرَبِ ظَاهِرَةٌ لَا يُمْكِنُ إِغْفَالُهَا،

      خَاصَّةً بَعْدَ اتِّسَاعِ رُقْعَةِ الإِسْلامِ الَّذِي بَسَطَ سُلْطَانَهُ عَلَى بلَِدٍ لمَ يَكُنْ لِلعَرَبِ

      فِيهَا سُلْطَانٌ يَوْمًا، فَأَقْبَلَ الأَعَاجِمُ عَلَى دِرَاسَةِ اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ تَمْهِيدًا لِفَهْمِ كِتَابِ

      رَبِّهِم الَّذِي يُعَدُّ كِتَابًا تَعَبُّدِيًّا بِلَفْظِهِ العَرَبِيِّ فَقَطْ وَلَا تَصِحُّ الصَّلَةُ إِلَّا بِاللُّغَةِ

      العَرَبِيَّةِ وَلَا تَصِحُّ قِرَاءَةُ القُرْآنِ إِلَّا بِاللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ، وَالتَّرْجَمَةُ تَكُونُ قَاصِرَةً فَقَط

      عَلَى تَفْسِيرِ مَعَانِي القُرْآنِ حَيْثُ يُعَدُّ القُرْآنُ الكَرِيمُ الكِتَابَ السَّمَاوِيَّ الوَحِيدَ

      الَّذِي يُتَعَبَّدُ بِهِ بِلَفْظِهِ وَحُرُوفِهِ.