• بى دى اف
  • نص

    • مُحَاوَلَاتٌ لِلسَّلَامِ

      نَشَبَتِ الحَرْبُ العَالَمِيَّةُ الأُولَى فِي عَامِ 1914 بَيْنَ القُوَى الأُورُبِّيَةِ (دُوَلِ الحُلَفَاءِ وَدُوَلِ الْمَرْكَزِ)، وَكَانَتْ خَسَائِرُ هَذِهِ الحَرْبِ أَكْبَرَ مِنْ تَحَمُّلِ البَشَرِيَّةِ؛ فَقَد قُدِّرَ عَدَدُ قَتْلَى الحَرْبِ بِمَا يَزِيدُ عَنْ ثَلاثِينَ مِلْيُونَ جُنْدِيٍّ لَقُوا مَصْرَعَهُمْ، بِالإِضَافَةِ إِلَى عَدَدِ الجَرْحَى المُصَابِينَ بِجُرُوحٍ بَالِغَةٍ وعَدَدِ المَفْقُودِينَ، مِمَّا جَعَلَ هَذِهِ الحَرْبَ مِنْ أَكْبَرِ الصِّرَاعَاتِ الدَّمَوِيَّةِ آنَذَاكَ، وَمِنْ ثَمَّ كَانَتِ الضَّرُورَةُ مُلِحَّةً لِأُولَى مُحَاوَلاتِ السَّلامِ فِي العَالَمِ، وَالَّتِي تَمَثَّلَتْ فِي انْعِقَادِ مُؤْتمَرِ بَارِيسَ للسَّلامِ عَامَ 1919.

      مُؤْتَمَرُ بَارِيسَ لِلسَّلَامِ:

      وَقَدِ انْعَقَدَ فِي بَارِيسَ؛ نَظَرًا لِكَوْنِ فَرَنْسَا أَكْثَرَ البِلَادِ المُتَضَرِّرَةِ، لِقِيَامِ الَحْربِ عَلَى أَرَاضِيهَا، مِمَّا أَدَّى إِلَى زِيَادَةِ خَسَارَتِهَا المَادِيَّةِ وَالمَعْنَوِيَّةِ، مُتَمَثِّلَةً فِي فَقْدِ عَدَدٍ كَبيرٍ مِنَ المَحَاصِيلِ الزِّرَاعِيَّةِ التِي أُتْلِفَتْ وَتَدْمِيرِ مُنْشَآتٍ وَمَصَانِعَ لا حَصْرَ لَهَا.

      إْنَجَازَاتُ المُؤْتَمَرِ:

      1. إِجْبَارُ أَلْمَانْيَا عَلَى الاعْتِرَافِ بِمَسْئُولِيَّتِهَا عَنْ بَدْءِ الحَرْبِ.

      2. إِجْبَارُ أَلمَانْيَا عَلَى دَفْعِ تَعْوِيضَاتٍ ضَخْمَةٍ، سُمِّيَتْ بِشَرْطِ ذَنْبِ الحَرْبِ.

      3. عَقْدُ عَدَدٍ مِنَ المُعَاهَدَاتِ بَيْنَ الدُّوَلِ، مِثْلِ مُعَاهَدَةِ «ڤرْسَاي»، وَمُعَاهَدَةِ «سَان جِرْمَان»، وَمُعَاهَدَةِ «سِيڤر» سَعْيًا لِلسَّلامِ.

      عُصْبَةُ الأُمَمِ:

      عُصْبَةُ الْأُمَمِ: هِيَ إِحْدَى الْمُنَظَّمَاتِ الدَّوْلِيَّةِ الَّتِي تَأَسَّسَتْ بَعْدَ مُؤْتَمَرِ بَارِيسَ لِلسَّلَامِ عَامَ 1919.

      ووَصَلَ عَدَدُ الدُّوَلِ الْمُنْضَمَّةِ لِهَذِهِ الْمُنَظَّمَةِ إِلَى ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ دَوْلَةً.

      أَهْدَافُ عُصْبَةِ الأُمَمِ:

      1. مَنْعُ قِيَامِ الْحَرْبِ عَبْرَ ضَمَانِ الْأَمْنِ الْمُشْتَرَكِ بَيْنَ الدُّوَلِ، وَالْحَدُّ مِنَ انْتِشَارِ الْأَسْلِحَةِ، وَتَسْوِيَةُ الْمُنَازَعَاتِ الدَّوْلِيَّةِ مِنْ خِلالِ إِجْرَاءِ الْمُفَاوَضَاتِ وَالتَّحْكِيمِ الدَّوْلِيِّ.

      2. تَحْسِينُ أَوْضَاعِ الْعَمَلِ بِالنِّسْبَةِ لِلْعُمَّالِ، وَمُقَاوَمَةُ الِاتِّجَارِ بِالْبَشَرِ وَالْمُخَدِّرَاتِ وَالْأَسْلِحَةِ، وَالْعِنَايَةُ بِالصِّحَّةِ الْعَالَمِيَّةِ وَأَسْرَى الْحَرْبِ.

      سَلْبِيَّاتُ عُصْبَةِ الأُمَمِ:

      افْتِقَادُهَا لِقُوَّةٍ مُسَلَّحَةٍ خَاصَّةٍ بِهَا، قَادِرَةٍ عَلَى إِحْلَالِ السَّلَامِ الْعَالَمِيِّ الَّذِي تَدْعُو إِلَيْهِ؛ لِذَا كَانَتِ الدُّولُ الأَعْضَاءُ تَرْفُضُ التَّصْدِيقَ عَلَى قَرَارَاتِ العُصْبَةِ، وَأَحْيَانًا كَانَتِ الدُّوَلُ تَتَحَدَّى قَرَارَاتِهَا قَصْدًا، وَتُظْهِرُ احْتِقَارًا لَهَا وَلِمَنْ أَصْدَرَهَا.

      حَلُّ عُصْبَةِ الأُمَمِ:

      وَكَانَ نُشُوبُ الْحَرْبِ الْعَالَمِيَّةِ الثَّانِيَةِ يُعَدُّ الدَّلِيلَ الدَّامِغَ عَلَى فَشَلِ الْعُصْبَةِ فِي مُهِمَّتِهَا الأَسَاسِيَّةِ، أَلَا وَهِيَ مَنْعُ قِيَامِ الْحُرُوبِ الْمُدَمِّرَةِ، وَمَا أَنْ وَضَعَتِ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا حَتَّى تَمَّ حَلُّ الْعُصْبَةِ.

      هَيْئَةُ الْأُمَمِ الْمُتَّحِدَةِ:

      بَعَدَ نُشُوبِ الحَرْبِ العَالَمِيَّةِ الثَّانِيَةِ وتَأْثِيرِهَا الدَّمَوِيِّ، بِالْإِضَافَةِ لِتَطَلُّعِ الشُّعُوبِ لِحَيَاةٍ أَفْضَلَ، أَصْبَحَتِ الحَاجَةُ مَاسَّةً للسَّلامِ وَالْأَمْنِ العَالَمِيَّيْنِ، فَنَشَأَتْ هَيْئَةُ الْأُمَمِ الْمُتَّحِدَةِ: وَهْيَ مُنَظَّمَةٌ دَوْلِيَّةٌ أُنْشِئَتْ فِي عَامِ 1945، وَتَتَكَوَّنُ مِنْ 193 دَوْلَةً عُضْوًا.

      أَهْدَافُ هَيْئَةِ الْأُمَمِ الْمُتَّحِدَةِ:

      1. عَدَمُ التَّدَخُّلِ فِي الشُّؤُونِ الدَّاخِليَّةِ لِلدُّوَلِ.

      2.مُنَاقَشَةُ المُشْكِلَاتِ الدَّوْلِيَّةِ، وَاتِّخَاذُ القَرَارِ بِشَأْنِهَا.

      3.الامْتِنَاعُ عَنِ التَّهْدِيدِ بِالقُوَّةِ.

      4. المُسَاوَاةُ بَيْنَ جَمِيعِ الدُّوَلِ فِي السِّيَادَةِ.

      إِنْجَازَاتُ هَيْئَةِ الْأُمَمِ الْمُتَّحِدَةِ:

      تَمَكَّنَتِ الهَيْئِةُ مِنْ تَقْدِيمِ الكَثِيرِ مِنَ الإِسْهَامَاتِ: كَـمَنْعِ الحَرْبِ فِي سُورْيَا، ولُبْنَانَ، وَإِنْدُونِيسْيَا، وكُورْيَا.