(3) ابْنُ النَّفِيسِ
الأُسْتَاذُ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ.
إِبْرَاهِيمُ وَمَحْمُودٌ: وَعَلَيْكُمُ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ
الأُسْتَاذُ:كَيْفَ حَالُ الْفَرِيقِ الثَّانِي؟
إِبْرَاهِيمُ وَمَحْمُودٌ:َ بِخَيْرٍ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ.
الأُسْتَاذُ: وَكَيْفَ بَحْثُ ابْنِ النَّفِيسِ؟
إِبْرَاهِيمُ وَمَحْمُودُ: بِخَيْرٍ، شَخْصِيَّةُ ابْنِ النَّفِيسِ شَخْصِيَّةٌ عَالِمَةٌ وَمُتَدَيِّنَةٌ وَمَوْسُوعِيَّةٌ أَيْضًا.
الأُسْتَاذُ: مَا شَاءَ اللَّهُ! يَبْدُو أَنَّهُ بَحْثٌ شَيِّقٌ.
مَنْ سَيَعْرِضُ الْبَحْثَ؟
إِبْرَاهِيمُ: هُوَ ابْنُ النَّفِيسِ، أَبُو الْحَسَنِ عَلَاءُ الدِّينِ عَلِيٌّ الدِّمَشْقِيُّ.
وُلِدَ فِي سُورْيَا عَامَ (607هـ) المُوَافِقُ 1213م.
هُوَ عَالِمٌ مَوْسُوعِيٌّ وَطَبِيبٌ عَرَبِيٌّ مُسْلِمٌ، تَعَلَّمَ فِي البِيمَارِسْتَانَ النُّورِيِّ بِدِمَشْقَ.
الأُسْتَاذُ:هَلْ لَهُ اكْتِشَافَاتٌ خَاصَّةٌ بِهِ؟
إِبْرَاهِيمُ: ابْنُ النَّفِيسِ هُوَ مُكْتَشِفُ الدَّوْرَةِ الدَّمَوِيَّةِ الصُّغْرَى.
الأُسْتَاذُ:وَمَاذَا عَنْ إِسْهَامَاتِهِ وَمُؤَلَّفَاتِهِ؟
إِبْرَاهِيمُ: لَهُ إِسْهَامَاتٌ كَثِيرَةٌ فِي الطِّبِّ، حَيْثُ إِنَّهُ وَضَعَ نَظَرِيَّاتٍ يَعْتَمِدُ عَلَيْهَا الْعُلَمَاءُ إِلَى الْآنِ.
وَلِابْنِ النَّفِيسِ أَيْضًا الْعَدِيدُ مِنَ الْمُؤَلَّفَاتِ فِي الطِّبِّ، أَهَمُّهَا:
1. كِتَابُ الشَّامِلِ فِي الصِّنَاعَةِ الطِّبِّيَّةِ:
وَهُوَ أَضْخَمُ مَوْسُوعَةٍ طِبِّيَّةٍ كَتَبَهَا شَخْصٌ وَاحِدٌ فِي التَّارِيخِ الْإِنْسَانِيِّ. وتَحْتَوِي عَلَى 300 مُجَلَّدٍ، نُشِرَ مِنْهَا ثَمَانُونَ مُجَلَّدًا فَقَطْ قَبْلَ وَفَاتِهِ، وَالْمَوْسُوعَةُ تُبَيِّنُ مَفْهُومَ الطِّبِّ وَالصَّيْدَلَةِ لِلْحَضَارَةِ الْعَرَبِيَّةِ الْإِسْلَامِيَّةِ فِي الْعُصُورِ الْوُسْطَى.
2. كِتَابُ شَرْحِ تَشْرِيحِ الْقَانُونِ:
وَفِيهِ شَرْحُ أَجْزَاءِ التَّشْرِيحِ الْمُتَفَرِّقَةِ فِي كِتَابِ الْقَانُونِ لِابْن سِينَا، وَوَصْفُ الدَّوْرَةِ الدَّمَوِيَّةِ الصُّغْرَى فِي الْكِتَابِ نَفْسِهِ.
وَقَدْ أَثْبَتَ هَذَا الْوَصْفُ أَنَّ ابْنَ النَّفِيسِ سَبَقَ عُلَمَاءَ الطِّبِّ إِلَى مَعْرِفَةِ هَذَا الْمَوْضُوعِ مِنَ الفِيزْيُولُوجْيَا.
3. شَرْحُ الْأَدْوِيَةِ الْمُرَكَّبَةِ:
وَقَدْ تُرْجِمَ هَذَا الْكِتَابُ إِلَى اللَّاتِينِيَّةِ، وَاسْتَفَادَ مِنْهُ (وِلْيَامُ هَارْفِي) فِي شَرْحِهِ وَاكْتِشَافِهِ لِلدَّوْرَةِ الدَّمَوِيَّةِ الْكُبْرَى.
الأُسْتَاذُ: مَا الْأَوْصَافُ الَّتِي اتَّصَفَ بِهَا ابْنُ النَّفِيسِ؟
إِبْرَاهِيمُ: وُصِفَ ابْنُ النَّفِيس بِأَنَّهُ أَعْظَمُ فِيزْيُولُوجِيِّ الْعُصُورِ الْوُسْطَى، وَأَحَدُ رُوَّادِ عِلْمِ وَظَائِفِ الْأَعْضَاءِ، كَمَا أَنَّهُ عُيِّنَ رَئِيسًا لِأَطِبَّاءِ مِصْرَ.
الأُسْتَاذُ:مَتَى تُوُفِّيَ؟
إِبْرَاهِيمُ: وَفَاتُهُ:
تُوُفِّيَ ابْنُ النَّفِيسِ فِي الْقَاهِرَةِ عَامَ 1288م بَعْدَ أَنْ حَاوَلَ الْأَطِبَّاءُ مُعَالَجَتَهُ بِالْخَمْرِ فَرَفَضَ قَائِلًا: «لَا أَلْقَى اللهَ وَفِي جَوْفِي شَيْءٌ مِنَ الْخَمْرِ».
وَكَانَ قَدْ أَوْقَفَ كُلَّ مَا يَمْلِكُ مِنْ كُتُبٍ وَاكْتِشَافَاتٍ وَآرَاءٍ عَلَى الْمُسْتَشْفَى الْمَنْصُورِيِّ فِي الْقَاهِرَةِ، قَائِلًا: «إِنَّ شُمُوعَ الْعِلْمِ يَجِبُ أَنْ تُضِيءَ بَعْدَ وَفَاتِي».
الأُسْتَاذُ: الْفَرِيقُ الثَّالِثُ لَمْ يَجْهَزْ بِبَحْثِهِ.
فَلْيُقَدِّمُوا الْبَحْثَ غَدًا مَكْتُوبًا وَسَنُضِيفُهُ لِمَكْتَبَةِ الْمَدْرَسَةِ.
الطُّلَّابُ: لَا بَأْسَ