-
Pdf
-
Html
-
التَّعْلِيمُ وَالْعَمَلُ
أَكْبَرُ مُشْكِلَةٍ تُوَاجِهُ الشَّبَابَ الْيَوْمَ فِي الْعَالَمِ الْعَرَبِيِّ هِيَ مُشْكِلَةُ الْبِطَالَةِ، عَلَى الرَّغْمِ مِنَ الدَّرَجَةِ الْعِلْمِيَّةِ الَّتِي يَحْصُلُ عَلَيْهَا الطَّالِبُ، فَإِنَّهُ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَجِدَ عَمَلًا، فَلَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَفْعَلَ أَيَّ شَيْءٍ: لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَتَزَوَّجَ، وَلَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَشْتَرِيَ بَيْتًا مُسْتَقِلًّا بِهِ.
وَهَذَا سَبَبٌ لِكَيْ يَتْرُكَ الشَّابُّ بَلَدَهُ وَأَهْلَهُ وَيُهَاجِرَ لِبَلَدٍ آخَرَ لَا يَعْرِفُهُ وَلَا يَعْرِفُ عَادَاتِهِ وَتَقَالِيدَهُ، وَلَا ثَقَافَتَهُ، يُسَافِرُ مِنْ أَجْلِ الْعَمَلِ وَالنُّقُودِ فَقَطْ، وَبَعْدَهَا يَتَأَثَّرُ الشَّابُّ بِثَقَافَةِ الْبَلَدِ الَّذِي يُسَافِرُ إِلَيْهِ، تَتَّفِقُ أَوْ تَخْتَلِفُ مَعَ ثَقَافَتِهِ.
يَجِبُ عَلَى الدُّوَلِ فِي الْعَالَمِ الْعَرَبِيِّ أَنْ يَبْنُوا الْمَصَانِعَ وَالشَّرِكَاتِ لِيَكُونَ هُنَاكَ فُرَصُ عَمَلٍ أَكْثَرُ لِلشَّبَابِ، فَيَعْمَلُونَ لِيَزِيدَ الْإِنْتَاجُ وَتَنْهَضَ الدُّوَلُ بِسَوَاعِدِ الشَّبَابِ؛ فَالشَّبَابُ هُمْ قُوَّةُ الْمُجْتَمِعِ وَنُورُهُ، فَبَلَدٌ بِلَا شَبَابٍ يَعْنِي بَلَدًا ضَعِيفَةً وَمُظْلِمَةً.
لِلسَّفَرِ فَوَائِدُ كَثِيرَةٌ: مِثْلُ انْفِرَاجِ الْهَمِّ، وَالتَّعَرُّفِ عَلَى الثَّقَافَاتِ الْمُخْتَلِفَةِ لِلْبِلَادِ، وَلَيْسَ مَعْنَى هَذَا أَنْ تُضَحِّيَ الدَّوْلَةُ بِكُلِّ شَبَابِهَا لِلدُّوَلِ الْأُخْرَى.
الشَّبَابُ كَنْزُ أَيِّ دَوْلَةٍ، فَبِالشَّبَابِ تُبْنَى الدُّوَلُ وَتُعَمَّرُ الْأَرْضُ، وَيَزْدَادُ النَّسْلُ، الشَّبَابُ رُوحُ الْأُمَّةِ،
وَبَلَدٌ بِلَا شَبَابٍ يُسَاوِي بَلَدًا بِلَا رُوحٍ.
-