-
Pdf
-
Html
-
مُنْذُ تَوَاجَدَ الْبَشَرُ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ وَهُمْ فِي حَالَةِ تَوَاصُلٍ عَلَى اخْتِلَافِ أَشْكَالِهِ، فَاللُّغَةُ أَصْوَاتٌ يُعَبِّرُ بِهَا كُلُّ جِيلٍ مِنَ النَّاسِ عَمَّا فِي وِجْدَانِهِمْ، أَوِ هِيَ الْكَلَامُ الْمُصْطَلَحُ عَلَيْهِ بَيْنَ كُلِّ قَوْمٍ.
وَلِلُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ شَأْنٌ يَخْتَلِفُ عَنِ اللُّغَاتِ الْأُخْرَى، فَهِيَ أَقْرَبُ اللُّغَاتِ لِلُّغَةِ السَّامِيَّةِ الْأُمِّ، وَقَدْ تَطَوَّرَتْ فِي شِبْهِ الْجَزِيرَةِ الْعَرَبِيَّةِ، وَكَانَ الْعَرَبُ يَتَحَدَّثُونَ بِهَا سَلِيقَةً (فِطْرَةً)، وَبَلَغُوا فِيهَا قِمَّةَ الْبَلَاغَةِ وَالْفَصَاحَةِ حَتَّى نَزَلَ الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ بِلُغَتِهِمْ، وَكَتَبَ لَهَا الِاسْتِمْرَارِيَّةَ؛ فَلَا تَنْتَهِي أَبَدًا وَقَدْ نَزَلَ بِهَا كَلَامُ اللَّهِ.
وَبِدُخُولِ عَدَدٍ مِنْ غَيْرِ الْعَرَبِ فِي الْإِسْلَامِ أَدَّى ذَلِكَ إِلَى ظُهُورِ اللَّحْنِ فِي أَقْوَالِ النَّاسِ، وَمِنْ ذَلِكَ مَا رُوِيَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه مَرَّ عَلَى قَوْمٍ يُسِيئُونَ الرَّمْيَ، فَقَرَعَهُمْ فَقَالُوا: إِنَّا قَوْمٌ «مُتَعَلِّمِينَ»، فَأَعْرَضَ مُغْضِبًا، وَقَالَ: «وَاللهِ لَخَطَؤُكُمْ فِي لِسَانِكُمْ أَشَدُّ عَلَيَّ مِنْ خَطَئِكُمْ فِي رَمْيِكُمْ». أَوْجَبَ هَذَا الْمَوْقِفُ - وَمَوَاقِفُ أُخْرَى مُشَابِهَةٌ لَهُ - ضَرُورَةَ وَضْعِ قَوَاعِدَ لِلُّغَةِ يَسِيرُ عَلَيْهَا الْعَرَبُ وَغَيْرُ الْعَرَبِ، وَكَانَ أَبُو الْأَسْوَدِ الدُّؤَلِيُّ نِبْرَاسًا لِهَذَا النَّهْجِ.
عِلْمُ النَّحْوِ:
بَعْدَ سُطُوعِ شَمْسِ الْإِسْلَامِ عَلَى الْعَالَمِ، وَدُخُولِ غَيْرِ الْعَرَبِ فِي الْإِسْلَامِ - أَوْ بِمُخَالَطَةِ الْعَرَبِ أَنْفُسِهِمْ لِلْأَجَانِبِ - ظَهَرَ اللَّحْنُ (الْخَطَأُ) فِي كَلَامِ الْعَرَبِ، وَعَلَيْهِ أَمَرَ الْخَلِيفَةُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَبَا الْأَسْوَدِ الدُّؤَلِيَّ بِوَضْعِ حَدٍّ (نِهَايَةٍ) لِهَذَا اللَّحْنِ، فَبَدَأَ أَبُو الْأَسْوَدِ بِوَضْعِ تَشْكِيلٍ لِلْمُصْحَفِ الشَّرِيفِ تَجَنُّبًا لِلْخَطَأِ، وَكَانَتْ هَذِهِ الْمَرْحَلَةُ تُسَمَّى بِـ«نَقْطِ الْمُصْحَفِ»، وَكَانَتْ هَذِهِ بِدَايَةً لِظُهُورِ عِلْمِ النَّحْوِ، حَيْثُ بَدَأَ الْعُلَمَاءُ يَضَعُونَ أَبْوَابًا وَأَقْسَامًا لِعِلْمِ النَّحْوِ، حَتَّى رَأَيْنَاهُ بِالصُّورَةِ الَّتِي عَلَيْهَا الْيَوْمَ، وَيُمْكِنُ تَعْرِيفُ عِلْمِ النَّحْوِ بِأَنَّهُ: «الْعِلْمُ الَّذِي يَبْحَثُ فِي أَوَاخِرِ الْكَلِمِ».
عِلْمُ الصَّرْفِ:
هُوَ الْعِلْمُ الَّذِي يَبْحَثُ فِي بِنْيَةِ الْكَلِمَةِ وَصِيَغِهَا وَأَوْزَانِهَا، فَمَثَلًا الْفِعْلُ «ضَرَبَ» يَخْتَلِفُ عَنْ «يَضْرِبُ» وَعَنْ «ضَارِبٍ» وَعَنْ «مَضْرُوبٍ» وَغَيْرِهَا مِنَ الصِّيَغِ وَالْأَوْزَانِ، وَيَخْتَلِفُ الصَّرْفُ عَنِ النَّحْوِ الَّذِي يَبْحَثُ فِي أَوَاخِرِ الْكَلِمِ.
نَشْأَةُ عِلْمِ الصَّرْفِ لَمْ تَكُنْ بِمَعْزِلٍ عَنْ نَشْأَةِ عِلْمِ النَّحْوِ، بَلْ كَانَ تَطَوُّرًا طَبِيعِيًّا لَهُ، حَيْثُ لَمْ يُفَرِّقِ الْقُدَامَى بَيْنَهُمْ، وَجَعَلُوا النَّحْوَ وَالصَّرْفَ عِلْمًا وَاحِدًا، ثُمَّ اسْتَقَلَّتْ أَبْوَابُ الصَّرْفِ وَجُعِلَتْ فِي أَوَاخِرِ كُتُبِ النَّحْوِ عَلَى هَيْئَةِ مُلْحَقَاتٍ، وَالْمَرْحَلَةُ الْأَخِيرَةُ كَانَتْ فِي اسْتِقْلَالِهِ اسْتِقْلَالًا تَامًّا وَإِفْرَادِ كُتُبٍ لَهُ، وَأَوَّلُ كِتَابٍ يَصِلُ إِلَيْنَا مُسْتَقِلًّا «التَّصْرِيفُ» لِلْمَازِنِيِّ.
وَيَخْتَصُّ عِلْمُ الصَّرْفِ بِالْأَسْمَاءِ الْمُتَمَكِّنَةِ وَالْأَفْعَالِ الْمُتَصَرِّفَةِ، فَلَا يَهْتَمُّ بِالْحُرُوفِ، وَلَا الْأَفْعَالِ الْجَامِدَةِ، وَلَا الْأَسْمَاءِ الْمَبْنِيَّةِ.
عِلْمُ الْمُعْجَمِ:
الْمُعْجَمُ: هُوَ كِتَابٌ يَضُمُّ مَجْمُوعَ كَلِمَاتِ اللُّغَةِ، مُرَتَّبَةً تَرْتِيبًا أَلِفْبَائِيًّا أَوْ تَرْتِيبًا آخَرَ، وَكُلُّ كَلِمَةٍ لَهَا تَعْرِيفُهَا وَدِلَالَتُهَا وَشَرْحُهَا.
تَعَدَّدَتِ الْمُحَاوَلَاتُ لِإِنْشَاءِ مَادَّةِ الْمُعْجَمِ، وَلَكِنَّ أَوَّلَ مُحَاوَلَةٍ تُعَدُّ نَاجِحَةً وَمُنَسَّقَةً هِيَ مُحَاوَلَةُ الْخَلِيلِ بْنِ أَحْمَدَ الْفَرَاهِيدِيِّ صَاحِبِ مُعْجَمِ «الْعَيْنِ»، وَهَذَا الْمُعْجَمُ يَعْتَمِدُ فِي تَرْتِيبِهِ لِلْحُرُوفِ عَلَى نِظَامِ الْمَخَارِجِ الصَّوْتِيَّةِ، يَبْدَأُ مِنْ أَعْمَقِ الْحَلْقِ إِلَى أَطْرَافِ الشَّفَتَيْنِ، وَعَلَى هَذَا التَّقْسِيمِ يَبْدَأُ بِالْعَيْنِ بِاعْتِبَارِ مَخْرَجِهَا الْحَلْقِيِّ، وَيَنْتَهِي بِالْمِيمِ بِاعْتِبَارِ مَخْرَجِهَا الشَّفَهِيِّ، وَسَارَ عَلَى هَذَا النَّهْجِ عَدَدٌ مِنَ اللُّغَوِيِّينَ مِثْلِ أَبِي عَلِيٍّ الْقَالِي فِي مُعْجَمِ «الْبَارِعِ»، والصَّاحِبِ بْنِ عَبَّادٍ فِي «الْمُحِيطِ فِي اللُّغَةِ».
وَبَعْدَ ذَلِكَ كَانَتِ الْمُحَاوَلَاتُ لِتَيْسِيرِ طَرِيقَةِ الْبَحْثِ؛ نَظَرًا لِصُعُوبَةِ طَرِيقَةِ الْبَحْثِ تَبَعًا لِمَخْرَجِ أَقْصَى حَرْفٍ فِي الْكَلِمَةِ. وَهَذَا سَبَبٌ فِي نَشْأَةِ مُعْجَمِ «الْجَمْهَرَةِ» لِابْنِ دُرَيْدٍ الَّذِي أَرَادَ صَاحِبُهُ التَّيْسِيرَ بِإِدْخَالِ تَغْيِيرَاتٍ عَدِيدَةٍ عَلَى مُعْجَمِ «الْعَيْنِ» لِلْخَلِيلِ، حَيْثُ بَدَأَ أَبْنِيَةَ مُعْجَمِهِ بِالنِّظَامِ الْأَلِفْبَائِيِّ، فَإِذَا بُدِأَتْ كَلِمَةٌ بِـ«الْجِيمِ» أُخِذَتِ الْجِيمُ مَعَ الْحَرْفِ التَّالِي لَهُ (الْحَاءِ ثُمَّ الْخَاءِ إِلَى الْيَاءِ، ثُمَّ مَعَ الْهَمْزَةِ فَالْبَاءِ ثُمَّ التَّاءِ ثُمَّ الثَّاءِ) وَبَعْدَ ذَلِكَ تَوَالَى تَأْلِيفُ الْمَعَاجِمِ تِبَاعًا؛ رَغْبَةً فِي التَّيْسِيرِ عَلَى النَّاسِ، وَمِنْهَا مُعْجَمُ «لِسَانِ الْعَرَبِ» لِابْنِ مَنْظُورٍ، وَالَّذِي يُعَدُّ مِنْ أَشْمَلِ وَأَكْبَرِ الْمَعَاجِمِ الْعَرَبِيَّةِ، حَيْثُ يَحْوِي حَوَالَيْ ثَمَانِينَ أَلْفَ مَادَّةٍ، وَيُبْحَثُ فِي هَذَا الْمُعْجَمِ بِالنِّظَامِ الْأَلِفْبَائِيِّ مِنَ الْأَوَّلِ.
طَرِيقَةُ الْبَحْثِ فِي الْمُعْجَمِ:
حَتَّى يُمْكِنَنَا الْبَحْثَ فِي الْمُعْجَمِ لَا بُدَّ مِنَ اتِّبَاعِ عِدَّةِ خُطُوَاتٍ: فَإِذَا كَانَتِ الْكَلِمَةُ فِعْلًا مُضَارِعًا، أَوْ فِعْلَ أَمْرٍ، أَوْ مِنَ الْمُشْتَقَّاتِ كَاسْمِ الْفَاعِلِ أَوِ الْمَفْعُولِ، لَا بُدَّ مِنَ الْعَوْدَةِ إِلَى الْفِعْلِ الْمَاضِي، ثُمَّ تُجَرَّدُ الْكَلِمَةُ مِنْ حُرُوفِ الزِّيَادَةِ.
طَرِيقَةُ الْبَحْثِ فِي الْمُعْجَمِ
بِالنِّظَامِ الأَلِفْبَائِيِّ:
وَلَهُ وَجْهَانِ
بِنِظَامِ المَخَارجِ
الثاني:
يُبْحَثُ فِي الْكَلِمَةِ مِنْ بِدَايَةِ حُرُوفِهَا
الأول:
يُبْحَثُ فِي الْكَلِمَةِ مِنْ نِهَايَةِ حُرُوفِهَا
عَنْ طَرِيقِ أَعْمَقِ مَخْرَجٍ لِلْكَلِمَةِ الْمُرَادِ الْبَحْثُ عَنْهَا
تدارس:
نجرد الكلمة من حروف الزيادة: درس
نفتح المعجم على باب الدال فصل السين
تدارس:
نجرد الكلمة من حروف الزيادة: درس
نفتح المعجم على باب السين فصل الدال
تواصل:
نجرد الكلمة من حروف الزيادة:
ترتب حسب أعمق مخرج: صلو
تَوَاصَلَ - وَصَلَ - صَلَوَ
كِتَابُ «الصَّادِ»
مَادَّةُ
«الصَّادِ مَعَ اللَّامِ».
تَعْرِيفُ الْبَلَاغَةِ: يُعَرِّفُ الْعُلَمَاءُ الْبَلَاغَةَ بِأَنَّهَا «حُسْنُ الْبَيَانِ وَقُوَّةُ التَّأْثِيرِ».
وَالْمَقْصُودُ بِحُسْنِ الْبَيَانِ أَنْ يُبَيِّنَ الْإِنْسَانُ مَا بِدَاخِلِهِ بِطَرِيقَةٍ حَسَنَةٍ، وَيُؤَثِّرُ فِي سَامِعِهِ بِقُوَّةٍ.
عُلُومُ الْبَلَاغَةِ: تَنْقَسِمُ الْبَلَاغَةُ إِلَى ثَلَاثَةِ عُلُومٍ:
(1) عِلْمُ الْبَيَانِ:
الْبَيَانُ لُغَةً: الْكَشْفُ وَالْوُضُوحُ.
وَاصْطِلَاحًا: عَدَدٌ مِنَ الْقَوَاعِدِ نَسْتَطِيعُ بِهَا إِيرَادَ الْمَعْنَى الْوَاحِدِ بِطُرُقٍ شَتَّى لَهَا أَثَرٌ فِي النَّفْسِ.
فَعَلَى سَبِيلِ الْمِثَالِ: إِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُعَبِّرَ عَنْ رَجُلٍ لَا يَأْخُذُ رِشْوَةً، وَلَا يَأْخُذُ مَالًا حَرَامًا أَبَدًا، نَقُولُ: «نَظِيفُ الْيَدِ». فَهَذَا لَا يَعْنِي أَنَّ يَدَهُ نَظِيفَةٌ لِأَنَّهُ يَغْسِلُهَا بِالْمَاءِ! الْمَعْنَى الْبَيَانِيُّ هُنَا نَظَافَتُهَا مِنَ الْحَرَامِ، وَهَذَا أَجْمَلُ مِنَ الْمَعْنَى الْأَصْلِيِّ.
(2) عِلْمُ الْمَعَانِي:
هُوَ عِلْمٌ يَخْتَصُّ بِأَحْوَالِ اللَّفْظِ الْعَرَبِيِّ الَّتِي بِهَا يُطَابِقُ مُقْتَضَى الْحَالِ. أَيْ: وَضْعُ الْكَلِمَةِ الْمُنَاسِبَةِ فِي الْمَكَانِ الْمُنَاسِبِ.
وَمِنْ هَذَا اسْتِنْكَارُ الْأَعْرَابِيِّ الَّذِي قَدِمَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَسَمِعَ قَارِئًا سَاهِيًا يَقُولُ: (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللهِ (وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) فَقَالَ: مَا شَأْنُ الرَّحْمَةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِالسَّرِقَةِ وَالْقَطْعِ؟! فَتَنَبَّهَ الْقَارِئُ لِخَطَئِهِ وَأَعَادَ الْقِرَاءَةَ عَلَى الْوَجْهِ الصَّحِيحِ ( وَٱلسَّارِقُ وَٱلسَّارِقَةُ فَٱقۡطَعُوٓاْ أَيۡدِيَهُمَا جَزَآءَۢ بِمَا كَسَبَا نَكَٰلٗا مِّنَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٞ ٣٨ ) [المائدة:38] فَاقْتَنَعَ الْأَعْرَابِيُّ وَسَلَّمَ بِالْقُرْآنِ وَصَدَّقَهُ.
(3) عِلْمُ الْبَدِيعِ:
هُوَ عِلْمٌ يَخْتَصُّ بِتَحْسِينِ الْكَلَامِ اللَّفْظِيِّ وَالْمَعْنَوِيِّ.
وَمِنْ مَبَاحِثِهِ: «الطِّبَاقُ» وَهُوَ ذِكْرُ كَلِمَتَيْنِ مُتَضَادَّتَيْنِ، كَمَا فِي قَوْلِ اللهِ تَعَالَى:
( وَأَنَّهُۥ هُوَ أَضۡحَكَ وَأَبۡكَىٰ ٤٣ وَأَنَّهُۥ هُوَ أَمَاتَ وَأَحۡيَا ٤٤ ) [النجم: 43-44]، فَالضَّحِكُ ضِدُّ الْبُكَاءِ، وَالْمَوْتُ عَكْسُ الْحَيَاةِ.وَمِنْ مَبَاحِثِهِ أَيْضًا: «الْمُقَابَلَةُ» وَهِيَ كَالطِّبَاقِ، وَلَكِنَّهَا تَكُونُ مَعَ الْجُمَلِ، كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ( يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلۡيُسۡرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ ٱلۡعُسۡرَ) [البقرة: 185].
وَمِنْ مَبَاحِثِهِ أَيْضًا «الْجِنَاسُ»: وَهُوَ ذِكْرُ كَلِمَتَيْنِ مُتَوَافِقَتَيْنِ فِي الْحُرُوفِ وَمُخْتَلِفَتَيْنِ فِي الْمَعْنَى. كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ( وَيَوۡمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يُقۡسِمُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ مَا لَبِثُواْ غَيۡرَ سَاعَةٖۚ) [الروم:55] فَفِي الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ الْمَقْصُودُ بِالسَّاعَةِ الْأَوْلَى (يَوْمُ الْقِيَامَةِ)، وَالمَقْصُودُ بِالسَّاعَةِ الثَّانِيَةِ (السَّاعَةُ الزَّمَنِيَّةُ الْمُقَدَّرَةُ بِسِتِّينَ دَقِيقَةً).
أَهَمِّيَةُ عُلُومِ البَلَاغَةِ: تَعَلُّمُ عُلُومِ الْبَلَاغَةِ يُسَاعِدُ عَلَى فَهْمِ مَعَانِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ الَّذِي هُوَ ذُرْوَةُ الْبَلَاغَةِ، كَمَا يُسَاعِدُ عَلَى تَمْيِيزِ حَسَنِ الْكَلَامِ مِنْ رَدِيئِهِ، وَإِعْلَاءِ الْحِسِّ الذَّوْقِيِّ وَالْفَنِّيِّ لَدَى الْمُتَعَلِّمِ.
-