-
Pdf
-
Html
-
تَخَرَّجَ أَحْمَدُ فِي كُلِّيَّةِ التِّجَارَةِ، وَعَمِلَ مُحَاسِبًا فِي شَرِكَةٍ كَبِيرَةٍ لِلِاسْتِيرَادِ وَالتَّصْدِيرِ، وَبَعْدَ خَمْسِ سَنَوَاتٍ تَزَوَّجَ مِنْ زَمِيلَتِهِ فِي العَمَلِ، وَبَعْدَ ثَمَانِي سَنَوَاتٍ أَنْجَبَ ثَمَانِيَةَ أَوْلَادٍ. أَصْبَحَتْ أُسْرَةُ أَحْمَدَ كَبِيرَةً جِدًّا. وَأَخَذَ يَعْمَلُ هُوَ وَزَوْجَتُهُ لَيْلَ نَهَارَ؛ لِتَوْفِيرِ حَاجَاتِ الأُسْرَةِ مِنْ طَعَامٍ وَشَرَابٍ وَمَلَابِسَ وَمَصْرُوفَاتٍ لِلدِّرَاسَةِ. وَأُخْرَى لِلطَّوَارِئِ إِذَا مَرِضَ أَحَدُهُمْ.
الْتَحَقَ الأَوْلَادُ جَمِيعُهُمْ بِالمَدْرَسَةِ، وَسَارُوا فِي مَرَاحِلِ التَّعْلِيمِ كَالسُّلَّمِ كُلَّمَا تَصْعَدُ دَرَجَةً تَنْتَظِرُكَ دَرَجَةٌ أُخْرَى وَلَا يَنْتَهِي.
الحَمْدُ لِلهِ تَخَرَّجَ بَعْضُ الأَوْلَادِ فِي الجَامِعَةِ، وَلَكِنْ بَقِيَتْ مُشْكِلَةُ أَحْمَدَ؛ لِأَنَّهُمْ لَا يَجِدُونَ عَمَلًا، وَهُوَ الآنَ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُوَفِّرَ لَهُمْ كُلَّ شَيْءٍ؛ فَقَدْ أَصْبَحَ شَيْخًا كَبِيرًا فِي السِّنِّ، وَلَا يَقْدِرُ عَلَى العَمَلِ لَيْلَ نَهَارَ.
ازْدَادَتْ مُشْكِلَةُ أَحْمَدَ عِنْدَمَا خَرَجَ عَلَى المَعَاشِ. لَكِنَّهُ فَكَّرَ كَثِيرًا مَعَ زَوْجَتِهِ، وَفَتَحَ شَرِكَةً لِلتِّجَارَةِ الخَارِجِيَّةِ عَمِلَ فِيهَا هُوَ وَأَفْرَادُ أُسْرَتِهِ.
أَحْمَدُ مُدِيرٌ لِلشَّرِكَةِ، وَزَوْجَتُهُ حَمْدِيَّةُ مُدِيرَةٌ لِلْعَلَاقَاتِ العَامَّةِ، وَابْنَتُهُ حَمْدُ سِكِرْتِيرَةٌ لِمَكْتَبِ المُدِيرِ، وَابْنَتُهُ حَمِيدَةُ مُصَمِّمَةٌ لِلدَّعَايَةِ وَالإِعْلَانَاتِ، وَابْنُهُ حَامِدٌ مَنْدُوبٌ لِلشَّرِكَةِ، يُسَافِرُ حَوْلَ العَالَمِ، وَحَمَّادٌ مُحَاسِبٌ لِلشَّرِكَةِ، أَمَّا مُحَمَّدٌ وَمَحْمُودٌ فَيَعْمَلَانِ سَائِقَيْنِ، يَحْمِلَانِ البَضَائِعَ وَيَقُومَانِ بِتَوْزِيعِهَا عَلَى الشَّرِكَاتِ الأُخْرَى وَالعُمَلَاءِ.
وَأَمَّا حَمْدِي وَحِمْدَانُ فَمَا زَالَا طَالِبَيْنِ فِي الجَامِعَةِ. لَكِنَّهُمَا يُسَاعِدَانِ الأُسْرَةَ فِي إِعْدَادِ الطَّعَامِ وَتَرْتِيبِ المَنْزِلِ.
-