-
Pdf
-
Html
-
شَبَكَةُ الِاتِّصَالَاتِ الدَّوْلِيَّةُ (الْإِنْتَرْنِتُ)
هِيَ شَبَكَةٌ عَنْكَبُوتِيَّةٌ تَسْمَحُ لِلْعَالَمِ كُلِّهِ بِأَنْ يَتَبَادَلَ الرَّسَائِلَ وَالْبَيَانَاتِ وَالْمَعْلُومَاتِ؛ مِمَّا جَعَلَ الْعَالَمَ يَتَحَوَّلُ إِلَى قَرْيَةٍ صَغِيرَةٍ، حَيْثُ يُمْكِنُ لِأَيِّ شَخْصٍ فِي الْعَالَمِ أَنْ يَتَوَاصَلَ مَعَ غَيْرِهِ فِي أَيِّ مَكَانٍ مِنْ خِلَالِ جِهَازٍ صَغِيرٍ مِثْلِ الْحَاسُوبِ أَوِ الْهَاتِفِ النَّقَّالِ.
فَوَائِدُ شَبَكَةِ الِاتِّصَالَاتِ الدَّوْلِيَّةِ: وَتَعُدُّ شَبَكَةُ الِاتِّصَالَاتِ الدَّوْلِيَّةُ طَفْرَةً فِي عَالَمِ الِاتِّصَالَاتِ، حَيْثُ تُمَكِّنُ الشَّبَكَةُ مُسْتَخْدِمِيهَا مِنْ سُهُولَةِ الْبَحْثِ عَنِ الْمَعْلُومَاتِ الَّتِي يُرَادُ مَعْرِفَتُهَا فِي دَقَائِقَ، بِالْإِضَافَةِ إِلَى أَنَّ الشَّبَكَةَ تُمَكِّنُ مُسْتَخْدِمِيهَا مِنَ الْحُصُولِ عَلَى الْبَيَانَاتِ الْخَاصَّةِ بِالشَّرِكَاتِ وَالْمُؤَسَّسَاتِ الَّتِي يُرَادُ الْعَمَلُ فِيهَا مَثَلًا، وَتُمَكِّنُهُمْ أَيْضًا مِنَ التَّسَوُّقِ وَالتَّعَرُّفِ عَلَى الْمَبِيعَاتِ، بِالإِضَافَةِ إلَى التَّعْلِيمِ؛ حَيْثُ أَصْبَحَ مِنَ الْمُمْكِنِ لِمُسْتَخْدِمِي الشَّبَكَةِ الْعَنْكَبُوتِيَّةِ التَّعَلُّمُ وَحُضُورُ الْمُحَاضِرَاتِ وَالتَّوَاصُلُ مَعَ الْمُعَلِّمِينَ، وَاجْتِيَازُ الِاخْتِبَارَاتِ وَهُمْ فِي بُيُوتِهِمْ، وَتُتِيحُ الشَّبَكَةُ أَيْضًا تَقْدِيمَ طَلَبَاتِ تَوْظِيفٍ لِلشَّرِكَاتِ وَالْمُؤَسَّسَاتِ، وَمَعْرِفَةَ إِذَا مَا تَمَّ الْقَبُولُ لِلْعَمَلِ أَمْ لَا مِنْ خِلَالِ الشَّبَكَةِ ... وَغَيْرَ ذَلِكَ الْكَثِيرَ وَالْكَثِيرَ مِمَّا تُوَفِّرُهُ الشَّبَكَةُ لِمُسْتَخْدِمِيهَا.
أَضْرَارُ شَبَكَةِ الِاتِّصَالَاتِ الدَّوْلِيَّةِ: عَلَى الرَّغْمِ مِنَ الْفَوَائِدِ الْجَمَّةِ وَالِاسْتِفَادَةِ الْقُصْوَى مِنْ شَبَكَةِ الِاتِّصَالَاتِ الدَّوْلِيَّةِ، وَمَا أَحْدَثَتْهُ مِنْ تَطَوُّرٍ فِي عَالَمِ الِاتِّصَالَاتِ وَغَيْرِهِ، إِلَّا أَنَّ اسْتِخْدَامَهَا بِطَرِيقَةٍ خَاطِئَةٍ جَعَلَ لَهَا أَضْرَارًا تَفُوقُ فَوَائِدَهَا، فَمِنْ أَضْرَارِ الشَّبَكَةِ إِدْمَانُ الْجُلُوسِ أَمَامَ الشَّبَكَةِ، وَهَذَا مِنَ الْأَضْرَارِ الْخَطِيرَةِ، حَيْثُ يَتَسَبَّبُ فِي إِضَاعَةِ الْوَقْتِ فَيُهْمِلُ الطُّلَّابُ دِرَاسَتَهُمْ، وَيُهْمِلُ الشَّبَابُ أَعْمَالَهُمْ، بِالْإِضَافَةِ إِلَى الِاعْتِيَادِ عَلَى الْجُلُوسِ وَعَدَمِ الْحَرَكَةِ لِفَتَرَاتٍ طَوِيلَةٍ، وَمَا لِهَذَا مِنْ أَثَرٍ سَلْبِيٍّ عَلَى الْجِسْمِ فِي نَشْرِ الْكَسَلِ وَالْخُمُولِ. وَأَهَمُّ مِنْ ذَلِكَ أَنَّ عَدَدًا مِنَ النَّاسِ يَنْشُرُونَ مَوَاقِعَ لَا أَخْلَاقِيَّةَ مِمَّا يُهَدِّدُ أَخْلَاقَ الْمُجْتَمَعِ بِالْكَامِلِ، بِالْإِضَافَةِ إِلَى النَّصْبِ وَالِاحْتِيَالِ الَّذِي يَتَعَرَّضُ لَهُ بَعْضُ مُسْتَخْدِمِي الشَّبَكَةِ.
وَقَدْ أَثْبَتَتْ دِرَاسَاتٌ أَنَّ مُسْتَخْدِمِي الشَّبَكَةِ بِكَثْرَةٍ فَقَدُوا مَعْنَى التَّوَاصُلِ الْحَقِيقِيِّ، وَقَطَعُوا أَرْحَامَهُمْ، وَأَصْبَحَ الِاعْتِمَادُ كَامِلًا عَلَى الْمُرَاسَلَاتِ وَالِاتِّصَالَاتِ عَبْرَ الشَّبَكَةِ؛ وَأَدَّى ذَلِكَ إِلَى ضَيَاعِ الْبَيْتِ وَالْأُسْرَةِ بِسَبَبِ الِانْشِغَالِ بِالشَّبَكَةِ. وَلِلشَّبَكَةِ أَضْرَارٌ أُخْرَى كَثِيرَةٌ تَظْهَرُ مَعَ تَطَوُّرِ الشَّبَكَةِ وَتَطَوُّرِ اسْتِخْدَامِهَا.
شَبَكَةُ الِاتِّصَالَاتِ الدَّوْلِيَّةُ وَالْأَطْفَالُ: فِي ظِلِّ التَّطَوُّرِ الضَّخْمِ لِشَبَكَةِ الِاتِّصَالَاتِ الدَّوْلِيَّةِ، يَبْقَى الْأَطْفَالُ - مَنَاطُ اهْتِمَامِ كُلِّ الْأُمَمِ- جَوْهَرَةً ثَمِينَةً يُخَافُ عَلَيْهَا مِنْ هَذَا التَّطَوُّرِ الضَّخْمِ وَالِانْفِتَاحِ غَيْرِ الْمُرَاقَبِ مِنْ أَيِّ جِهَةٍ رَسْمِيَّةٍ. وَلِهَذَا يَكُونُ السُّؤَالُ الْحَتْمِيُّ هَلْ نَمْنَعُ الْأَطْفَالَ مِنَ الِاتِّصَالِ بِالشَّبَكَةِ، أَمْ نُرْشِدُهُمْ لِلطَّرِيقَةِ الصَّحِيحَةِ لِاسْتِخْدَامِهَا؟
والإِجَابَةُ عَلَى هَذَا السُّؤَالِ تَفْرِضُ احْتِمَالَاتٍ أُخْرَى: فَلَوْ مَنَعَنَا الْأَطْفَالَ مِنَ الِاتِّصَالِ بِالشَّبَكَةِ نِهَائِيًّا، فَهَذَا يَعْنِي أَنَّنَا نَحْكُمُ عَلَى أَطْفَالِنَا بِالتَّخَلُّفِ وَالتَّأَخُّرِ، وَنَجْعَلُهُمْ مُنْغَلِقِينَ، لِهَذَا يَكُونُ الِاخْتِيَارُ الثَّانِي أَوْلَى بِالْقَبُولِ مَعَ التَّأْكِيدِ عَلَى الْإِرْشَادِ وَالْمُتَابَعَةِ، وَيَكُونُ بِوَضْعِ جِهَازٍ مُتَّصِلٍ بِالشَّبَكَةِ فِي مَكَانٍ مَفْتُوحٍ لِيَسْهُلَ مُرَاقَبَةُ الطِّفْلِ وَتَوْجِيهُهُمْ، وَوَضْعُ بَرَامِجَ عَلَى الْجِهَازِ تَمْنَعُ الدُّخُولَ إِلَى الْمَوَاقِعِ غَيْرِ الْأَخْلَاقِيَّةِ، بِالْإِضَافَةِ إِلَى تَحْدِيدِ الْوَقْتِ الَّذِي يُسْمَحُ فِيهِ لِلطِّفْلِ بِالِاتِّصَالِ بِالشَّبَكَةِ، وَبِهَذَا نَكُونُ قَادِرِينَ عَلَى نُمُوِّ الطِّفْلِ وَتَطْوِيرِ مَهَارَاتِهِ، ومُحَافِظِينَ فِي الْوَقْتِ نَفْسِهِ عَلَى أَخْلَاقِهِ وَسُلُوكِيَّاتِهِ.
-