-
Pdf
-
Html
-
بَعْدَ الْفُتُوحَاتِ وَدُخُولِ الْأَجَانِبِ (غَيْرِ الْعَرَبِ) إِلَى الْإِسْلَامِ، ظَهَرَ اللَّحْنُ (الْخَطَأُ) فِي الْكَلَامِ الْعَرَبِيِّ مِنَ الْأَجَانِبِ، وَمِنَ الْعَرَبِ أَنْفُسِهِمْ لِمُخَالَطَتِهِمْ غَيْرَ الْعَرَبِ، وَصَارَ لَازِمًا عَلَيْهِمُ الْحِفَاظُ عَلَى لُغَتِهِمُ الْعَرَبِيَّةِ، وَلَمْ تَكُنْ هُنَاكَ قَوَاعِدُ خَاصَّةٌ بِهَا، بَلْ كَانَ الْعَرَبُ يَتَحَدَّثُونَ بِسَلِيقَتِهِمْ. فَبَدَأَ أَبُو الْأَسْوَدِ الدُّؤَلِيُّ بِأَمْرٍ مِنَ الْإِمَامِ عَلِيٍّ بِوَضْعِ بِدَايَةِ عِلْمِ النَّحْوِ شَيْئًا فَشَيْئًا، حَتَّى يَكُونَ لِلْعَرَبِ وَلِغَيْرِهِمْ دَلِيلًا يَقْتَدُونَ بِهِ إِذَا أُبْعِدُوا عَنْ لُغَتِهِمُ الْفَصِيحَةِ، وَتَطَوَّرَ هَذَا الْعِلْمُ -عِلْمُ النَّحْوِ- حَتَّى شَمِلَ اللُّغَةَ الْعَرَبِيَّةَ كَامِلًا، فَظَهَرَتْ عُلُومٌ أُخْرَى: كَعِلْمِ الصَّرْفِ، وَعِلْمِ الْبَلَاغَةِ، وَغَيْرِهَا مِنَ الْعُلُومِ الَّتِي ظَهَرَتْ بَعْدَ الْإِسْلَامِ؛ لِلْحِفَاظِ عَلَى اللُّغَةِ مِنْ جِهَةٍ، وَفَهْمِ كِتَابِ اللهِ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى، فَلِأَبِي الْأَسْوَدِ الدُّؤَلِيِّ الْفَضْلُ فِي نَشْأَةِ هَذَا الْعِلْمِ وَغَرْسِ بُذُورِهِ لِكُلِّ مَنْ أَرَادَ فَهْمَ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ الْفَصِيحَةِ.
-
-
Audio
-