-
Pdf
-
Html
-
(سالِمٌ طَالِبٌ مُجْتَهِدٌ. يُحِبُّ اللُّغَةَ العَرَبِيّةَ، وَيُريِدُ أَنْ يَتَعَلَّمَهَا بِسُرْعَةٍ. يَسْتَفِيدُ
سَالِمٌ مِنْ وَقْتِهِ؛ فَهُوَ يَقْرَأُ وَيَسْمَعُ وَيَتَكَلَّمُ وَيَكْتُبُ بِاللَّغَةِ العَرَبِيَّةِ.
انْتَهَتِ العُطْلَةُ، وَلَكِنَّ سَالِمًا يُرِيدُ أَنْ يَكْتُبَ مَاذَا فَعَلَ كُلَّ يَوْمٍ.
جَلَسَ سَالِمٌ فِي غُرْفَتِهِ بَعِيدًا عَنْ أَوْلَادِهِ، وَبَدَأَ يَكْتُبُ فِي دَفْتَرِ يَوْمِيَّاتِهِ)
يَوْمُ السَّبْتِ: كَانَ أَوَّلَ يَوْمٍ فِي العُطْلَةِ. خَرَجْتُ مَعَ أَصْدِقَائِي يُوسُفَ وَخَالِدٍ
وَإِبْرَاهِيمَ فِي رِحْلَةٍ جَمِيلَةٍ، زُرْنَا مَعْرِضَ الكِتَابِ، والقَلْعَةَ، وَمَسْجِدَ مُحَمَّدِ عَلِيٍّ،
والأَهْرَامَاتِ، وَرَكِبْنَا الحِصَانَ، وَالجَمَلَ، وَأَكَلْنَا طَعَامًا لَذِيذًا فِي مَطْعَمٍ سِيَاحِيٍّ
بِحَيِّ الحُسَيْنِ.
ثُمَّ شَاهَدْنَا مُبَارَاةً رَائِعَةً فِي كُرَةِ القَدَمِ بَيْنَ فَرِيقِ الأَهْلِي وَفَرِيقِ الزَّمَالِكِ. فَازَ فِيهَا
الأَهْلِي بِخَمْسَةِ أَهْدَافٍ مُقَابِلَ لَا شَيْءَ.
يَوْمُ الأَحَدِ: سَافَرْنَا إِلَى الإِسْكَنْدَرِيَّةِ. لَعِبْنَا عَلَى الشَّاطِئِ، وَسَبَحْنَا فِي البَحْرِ،
وَضَحِكْنَا كَثِيرًا، ثُمَّ ذَهَبْنَا إِلَى مَكْتَبَةِ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ، هِيَ رَائِعَةٌ جِدًّا، وَكَبِيرَةٌ، فِيهَا
كُتُبٌ كَثِيَرَةٌ مِنْ كُلِّ بِلَادِ العَالَمِ وَبِلُغَاتٍ مُخْتَلِفَةٍ.
يَوْمُ الإِثْنَيْنِ: قَضَيْنَاهُ فِي المُسْتَشْفَى؛ فَقَدْ مَرِضَ صَدِيقُنَا خَالِدٌ، وَذَهَبْنَا مَعَهُ لِزِيَارَةِ
الطَّبِيبِ، فَحَجَزَهُ فِي المُسْتَشْفَى أَكْثَرَ مِنْ خَمْسِ سَاعَاتٍ.
يَوْمُ الثُّلَاثَاءِ: ذَهَبْنَا لِزِيَارَةِ خَالِدٍ، وَقَضَيْنَا مَعَهُ اليَوْمَ نُشَاهِدُ التِّلْفَازَ، وَنَلْعَبُ عَلَى
الحَاسُوبِ، وَنَضْحَكُ وَنَذْكُرُ أَيَّامَ الطُّفُولَةِ.
يَوْمُ الأَرْبِعَاءِ: طَلَبَ صَدِيقُنَا خَالدٌِ أَنْ نَذْهَبَ إلَِى مَكَانٍ هَادِئٍ؛ لِانََّهُ يَشْعُرُ بتَِعَبٍ
قَلِيلٍ.
ذَهَبْنَا إِلَى حَدِيقَةِ الأَزْهَرِ، وَقَضَيْنَا هُنَاكَ مُعْظَمَ الوَقْتِ؛ فَهِيَ جَمِيَلةٌ، وَنَظِيفَةٌ،
وَجَوُّهَا هَادِئٌ وَلَطِيفٌ.
يَوْمُ الخَمِيسِ: ذَهَبْنَا إِلَى حَدِيقَةِ الحَيَوَانِ فِي الجِيزَةِ، وَشَاهَدْنَا الحَيَوَانَاتِ:
الأَسَدَ، وَالزَّرَافَةَ، وَالفِيلَ، وَ... واسْتَمْتَعْنَا بِالجَوِّ الجَمِيلِ وَالهَوَاءِ النَّقِيِّ.
يَوْمُ الجُمُعَةِ: ذَهَبْنَا مَعًا إِلَى مَسْجِدِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ. سَمِعْنَا الخُطْبَةَ، وَصَلَّيْنَا
الجُمُعَةَ هُنَاكَ، ثُمَّ تَجَوَّلْنَا فِي شَوَارِعِ القَاهِرةِ، وَزُرْنَا سُوقَ العَتَبَةِ وَالمُوسْكِي.
(بَعْدَ أَنِ انْتَهَى سَالِمٌ مِنْ كِتَابَةِ يَوْمِيَّاتِهِ، دَخَلَتْ زَوْجَتُهُ.....)
الزَّوْجَةُ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
سَالِمٌ: وَعَلَيْكُمُ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
الزَّوْجَةُ: هَلِ انْتَهَيْتَ مِنَ اليَوْمِيَّاتِ؟
سَالِمٌ: نَعَمْ، وَالحَمْدُ للهِ. وَغَدًا سَأُعْطِيهَا لُِاسْتَاذِي كَيْ يُرَاجِعَهَا مَعِي.
الزَّوْجَةُ: كَانَتْ عُطْلَةً جَمِيلَةً؟
سَالِمٌ: نَعَمْ، وَإِنْ شَاءَ اللهُ فِي العُطْلَةِ القَادِمَةِ سَأَذْهَبُ أَنَا وَأَنْتِ وَالأَوْلَادُ.
-