-
Pdf
-
Html
-
ضَرُورَةُ التَّرْوِيحِ
يَنْشَغِلُ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ بِعَمَلِهِ لَيْلًا وَنَهَارًا لِيُحَقِّقَ لِنَفْسِهِ وَلِأُسْرَتِهِ حَيَاةً أَفْضَلَ، وَيَنْسَى بِذَلِكَ صِحَّتَهُ وَرَغْبَتَهُ الْإِنْسَانِيَّةَ فِي التَّرْوِيحِ عَنِ النَّفْسِ وَتَغْيِيرِ رَتَابَةِ الْعَمَلِ الْيَوْمِيِّ، فَالتَّرْوِيحُ ضَرُورَةٌ لِلْإِنْسَانِ؛ لِفَوَائِدِهِ الْكَثِيرَةِ الَّتِي مِنْهَا: أَنَّهُ يَدْفَعُ الْإِنْسَانَ لِمَزِيدٍ مِنَ الْعَمَلِ، وَأَنَّهُ يَجْعَلُ الْإِنْسَانَ يُفَكِّرُ بِطَرِيقَةٍ إِيجَابِيَّةٍ، كَمَا أَنَّهُ يَجْعَلُ جَسَدَ الْإِنْسَانِ قَوِيًّا؛ لِأَنَّهُ يَرْتَاحُ مِنْ عَنَاءِ الْعَمَلِ.
وَلِلتَّرْوِيحِ أَنْوَاعٌ كَثِيرَةٌ، تَخْتَلِفُ مِنْ شَخْصٍ إِلَى آخَرَ: فَبَعْضُ النَّاسِ يُحِبُّونَ التَّرْوِيحَ فِي الْبَرِّ، فَيَنْصِبُونَ الْخِيَامَ وَيُحْضِرُونَ الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ وَالْأَلْعَابَ، وَبَعْضُهُمْ يُحِبُّونَ التَّرْوِيحَ عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ، فَيُمَارِسُونَ السِّبَاحَةَ وَيَصْطَادُونَ السَّمَكَ، وَآخَرُونَ يُحِبُّونَ السَّفَرَ إِلَى بَلَدٍ آخَرَ لِيَعْرِفُوا عَادَاتِهِ وَتَقَالِيدَهُ، وَلَهْجَتَهُ، وَلِيُشَاهِدُوا أَمَاكِنَهُ التَّارِيخِيَّةَ، وَفَرِيقٌ آخَرُ مِنَ النَّاسِ لَا يُحِبُّ الْخُرُوجَ مِنَ الْبَيْتِ، فَيَقْضِي وَقْتَ فَرَاغِهِ فِي قِرَاءَةِ الْكُتُبِ أَوْ مُشَاهَدَةِ بَرَامِجِ التِّلْفَازِ الْمُفِيدَةِ، أَوِ الِاهْتِمَامِ بِحَدِيقَةِ الْبَيْتِ.
الِاهْتِمَامُ بِالزَّوْجَةِ وَالْأَوْلَادِ:
يَجِبُ عَلَى الْإِنْسَانِ أَنْ يَهْتَمَّ كَثِيرًا بِزَوْجَتِهِ وَأَوْلَادِهِ، فَيَقْضِي أَوْقَاتَ فَرَاغِهِ مَعَهُمْ، وَيَقْتَرِبَ مِنْ أَوْلَادِهِ أَكْثَرَ، وَيَعْرِفَ كُلَّ شَيْءٍ عَنْهُمْ، وَيُوَجِّهَهُمْ التَّوْجِيهَ الصَّحِيحَ، حَتَّى يَنْفَعُوا مُجْتَمَعَهُمْ، وَلَا مَانِعَ مِنْ قَضَاءِ بَعْضِ أَوْقَاتِ الْفَرَاغِ مَعَ الْأَصْدِقَاءِ.
وَبَعْدَ أَنْ يَنْتَهِيَ وَقْتُ التَّرْوِيحِ يَعُودُ كُلُّ شَخْصٍ إِلَى عَمَلِهِ نَشِيطًا وَمَرِنًا. أَمَّا مَنْ يَقْضِي وَقْتَ فَرَاغِهِ كُلِّهِ فِي النَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ سَوْفَ يَعُودُ إِلَى عَمَلِهِ -كَمَا تَرَكَهُ- مُتْعَبًا وَكَسْلَانَ وَيُرِيدُ الْمَزِيدَ مِنَ النَّوْمِ.
أَوْقَاتُ الفَرَاغِ وَالأَمْنِ:
حَتَّى يَسْتَطِيعَ الْإِنْسَانُ الِاسْتِمْتَاعَ بِوَقْتِ فَرَاغِهِ، لَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ الْبَلَدُ الَّذِي يَعِيشُ فِيهِ آمِنًا لَا تَنْتَشِرُ فِيهِ الْجَرَائِمُ: كَالْقَتْلِ، وَالسَّرِقَةِ ... فَالْأَمْنُ شَيْءٌ أَسَاسِيٌّ لِمُمَارَسَةِ الْحَيَاةِ بِشَكْلٍ عَامٍّ، فَبِدُونِ الْأَمْنِ لَا تَسْتَقِيمُ الْحَيَاةُ.
-