-
Pdf
-
Html
-
مَصَادِرُ الْمِيَاهِ
بَاسِلٌ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
خَالِدٌ: وَعَلَيْكُمُ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ.
بَاسِلٌ: الْمِيَاهُ تَنْقَطِعُ كَثِيرًا هَذِهِ الْأَيَّامَ، مَا السَّبَبُ؟
خَالِدٌ: رُبَّمَا السَّبَبُ كَسْرُ إِحْدَى الْمَوَاسِيرِ الْمُوَصَّلَةِ لِلْمِيَاهِ. الْمُشْكِلَةُ الْحَقِيقِيَّةُ فِي تَنَاقُصِ حِصَّةِ الْفَرْدِ مِنَ الْمِيَاهِ.
بَاسِلٌ: تَنَاقُصُ حِصَّةِ الْفَرْدِ مِنَ الْمِيَاهِ! وَلِمَ تَتَنَاقَصُ الْحِصَّةُ؟
خَالِدٌ: لِنَبْدَأَ الْمَوْضُوعَ مِنْ أَوَّلِهِ. مَا مَصَادِرُ الْمِيَاهِ؟
بَاسِلٌ: لِلْمِيَاهِ مَصَادِرُ أَرْبَعَةٌ هِيَ:
1. مِيَاهُ الْأَنْهَارِ مِثْلُ (نَهْرِ النِّيلِ).
2. مِيَاهُ الْبِحَارِ وَالْمُحِيطَاتِ مِثْلُ (الْبَحْرِ الْأَبْيَضِ الْمُتَوَسِّطِ، وَالْمُحِيطِ الْأَطْلَسِيِّ).
3. الْمِيَاهُ الْجَوْفِيِّةُ: وَهِيَ الْمِيَاهُ الْعَذْبَةُ الَّتِي تُوجَدُ فِي بَاطِنِ الْأَرْضِ.
4. مِيَاهُ الْأَمْطَارِ: وَهِيَ الْمِيَاهُ النَّاتِجَةُ مِنَ السَّحَابِ.
خَالِدٌ: صَحِيحٌ.
السُّؤَالُ الثَّانِي: هَلْ تَسْتَطِيعُ أَيُّ دَوْلَةٍ فِي الْعَالَمِ أَنْ تَعِيشَ بِدُونِ مَاءٍ؟
بَاسِلٌ: بِالطَّبْعِ لَا! فَالْمَاءُ أَسَاسُ الْحَيَاةِ.
وَقِيَامُ الْحَضَارَاتِ مُرْتَبِطٌ بِوُجُودِ الْمَاءِ، وَسُقُوطُ الْحَضَارَاتِ مُرْتَبِطٌ بِعَدَمِ وُجُودِ الْمَاءِ، وَأَكْبَرُ دَلِيلٍ عَلَى ذَلِكَ (سَدُّ مَأْرِب) وَهُوَ مِنْ أَقْدَمِ السُّدُودِ الْيَمَنِيَّةِ، وَالَّذِي تَرَتَّبَ عَلَيْهِ قِيَامُ حَضَارَةِ سَبَأٍ، وَالَّتِي اعْتَمَدَتْ عَلَى الْمَاءِ بِشَكْلٍ كَبِيرٍ، ثُمَّ تَعَرَّضَ السَّدُّ لِانْهِيَارٍ ضَخْمٍ أَدَّى إِلَى سُقُوطِهِ، وَبَعْدَ ذَلِكَ انْهَارَتِ الْحَضَارَةُ بِأَكْمَلِهَا، وَأَدَّى ذَلِكَ إِلَى هِجْرَةِ أَهْلِ سَبَأٍ.
بَاسِلٌ: تَفْكِيرُكَ مُمْتَازٌ وَأَدِلَّتُكَ وَاقِعِيَّةٌ جِدًّا.
وَلْنَأْتِ لِلسُّؤَالِ الثَّالِثِ: مَا مُتَوَسِّطُ نَصِيبِ الْفَرْدِ مِنَ الْمَاءِ عَالَمِيًّا؟
خَالِدٌ: لَا أَعْرِفُ.
بَاسِلٌ: يَتَرَاوَحُ نَصِيبُ الْفَرْدِ مِنَ الْمَاءِ عَالَمِيًّا بَيْنَ 1000 إِلَى 1200 مِتْرٍ مُكَعَّبٍ سَنَوِيًّا.
خَالِدٌ: وَهَلْ هَذِهِ النِّسْبَةُ مُتَوَفِّرَةٌ لِكُلِّ الْأَفْرَادِ فِي الْعَالَمِ؟
بَاسِلٌ: تِلْكَ هِيَ الْمُشْكِلَةُ؟ فَنَصِيبُ الْفَرْدِ مِنَ الْمَاءِ يَتَغَيَّرُ بِتَغَيُّرِ حِصَّةِ دَوْلَتِهِ مِنَ الْمَاءِ سَنَوِيًّا.
بَاسِلٌ: وَلِمَاذَا الْفَرْقُ بَيْنَ الدُّوَلِ فِي حِصَّةِ الْمَاءِ؟
خَالِدٌ: هَذَا بِطَبِيعَةِ الدَّوْلَةِ، هَلْ يَمُرُّ بِهَا أَنْهَارٌ أَمْ لَا؟ وَهَلْ هِيَ مِنْ دُوَلِ الْمَنْبَعِ أَمْ مِنْ دُوَلِ الْمَصَبِّ؟ أَمْ لَا مِنْ هَذِهِ وَلَا مِنْ تِلْكَ؟ بِالْإِضَافَةِ إِلَى الِاسْتِخْدَامِ الزِّرَاعِيِّ لِلْمَاءِ، وَالْكَمِّ الَّذِي يَسْتَهْلِكُهُ، وَهَذَا بِالطَّبْعِ مُخْتَلِفٌ مِنْ دَوْلَةٍ إِلَى أُخْرَى.
بَاسِلٌ: عَلَى النِّطَاقِ الضَّيِّقِ مَاذَا عَنْ حِصَّةِ مِصْرَ مِنَ الْمِيَاهِ سَنَوِيًّا؟
خَالِدٌ: حَوَالَيْ 55.5 مِلْيَارَ مِتْرٍ مُكَعَّبٍ فِي السَّنَةِ. وَتَقْرِيبًا نَصِيبُ الْفَرْدِ فِيهَا 850 مِتْرًا مُكَعَّبًا فِي السَّنَةِ.
بَاسِلٌ: وَمِنْ أَيْنَ تَأْتِي مِصْرُ بِهَذَا النَّصِيبِ مِنَ الْمَاءِ؟
خَالِدٌ: مِصْرُ تَعْتَمِدُ عَلَى نَهْرِ النِّيلِ بِنِسْبَةِ 97% أَوْ أَكْثَرَ فِي الْحُصُولِ عَلَى الْمَاءِ، سَوَاءٌ لِلشُّرْبِ أَوِ لِلِاسْتِخْدَامِ الزِّرَاعِيِّ. وَهَذَا بِالطَّبْعِ كَارِثَةٌ!!
بَاسِلٌ: كَارِثَة؟!!
خَالِدٌ: لَوْ قَلَّ نَصِيبُ مِصْرَ مِنْ نَهْرِ النِّيلِ، مِنْ أَيْنَ سَنَشْرَبُ وَسَنَسْقِي زَرْعَنَا وَنَرْعَى ... إِلَخْ؟
بَاسِلٌ: وَلِمَاذَا يَقِلُّ نَصِيبُ مِصْرَ مِنْ نَهْرِ النِّيلِ؟
خَالِدٌ: هَذَا بِسَبَبِ مَا يُسَمَّى بِبِنَاءِ سَدِّ النَّهْضَةِ.
-